الشرطة البريطانية تعتقل إعلامياً شهيراً بعد عودته من لبنان
الشرطة البريطانية تعتقل إعلامياً شهيراً بعد عودته من لبنان
أعلن الباحث والأكاديمي البريطاني في علم الاجتماع، ديفيد ميلر، عن توقيفه في مطار هيثرو بلندن من قِبل الشرطة البريطانية لمكافحة الإرهاب، بعد عودته من لبنان حيث حضر جنازة حسن نصر الله، الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني.
ذكر ميلر، الذي عمل سابقًا منتجًا ومقدم برامج في قناة "برس تي في" الإيرانية الناطقة بالإنجليزية، عبر حسابه في منصة "إكس"، أنه اعتُقل فور وصوله إلى لندن قادمًا من بيروت عبر إسطنبول.
وأوضح أنه في أثناء خروجه من المطار، أوقفه أحد عناصر الشرطة وطلب منه إبراز جواز سفره، قبل أن يسأله عن وجهته الأصلية.
وأكد ميلر أنه أوضح للشرطة أنه كان في بيروت لحضور جنازة نصرالله، مشددًا على أنه "لم يرتكب أي خطأ".
مراسم تشييع نصرالله
قُتل حسن نصر الله في سبتمبر الماضي إثر غارات جوية إسرائيلية استهدفت مقر حزب الله في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وأُقيمت مراسم تشييعه في 23 فبراير الماضي بحضور شخصيات سياسية بارزة، من بينها رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ما يعكس الأهمية الإقليمية للحزب ودوره في محور المقاومة المدعوم من طهران.
يُعد ديفيد ميلر شخصية مثيرة للجدل في الأوساط الأكاديمية والإعلامية البريطانية، حيث عمل لسنوات على إعداد برامج تناقش القضية الفلسطينية، خلال عمله في شبكة "برس تي في"، التي تتبع التلفزيون الرسمي الإيراني.
وسبق أن وُجهت إليه اتهامات بمعاداة السامية، ما أدى إلى فصله من جامعة بريستول عام 2021، عقب تصريحات أدلى بها وُصفت بأنها تحمل "خطابًا معاديًا للسامية".
"برس تي في" والعقوبات الدولية
تُعد "برس تي في" من القنوات الإعلامية التي واجهت إجراءات دولية صارمة، حيث فرض عليها الاتحاد الأوروبي عقوبات في نوفمبر 2022، متهمًا إياها بالتورط في انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك بث اعترافات قسرية لسجناء سياسيين في إيران.
وفي ديسمبر من العام نفسه، أوقف القمر الصناعي "يوتيلسات" البث الفضائي الخاص بالقناة، ما زاد من القيود المفروضة على نشاطها الإعلامي على الساحة الدولية.
أثار اعتقال ميلر جدلًا في الأوساط السياسية والإعلامية البريطانية، حيث عد بعضهم استجوابه أتى في إطار الجهود البريطانية لمكافحة الإرهاب والتضييق على الشخصيات المرتبطة بإيران وحلفائها الإقليميين.
وفي المقابل، يرى آخرون أن الاعتقال يمثل انتهاكًا لحرية التعبير، خاصة في ظل موقف ميلر المعروف بانتقاده الشديد للسياسات الغربية في الشرق الأوسط.
وبينما لم تصدر الشرطة البريطانية أي بيان رسمي حول أسباب التوقيف، أكدت قناة "برس تي في" في تقرير لها أن ميلر أُطلق سراحه بعد التحقيق معه، واصفة إياه بأنه "أحد أبرز الخبراء الأكاديميين في بريطانيا في مجال الصهيونية".
خلفيات متشابكة
تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه التوترات بين الغرب وإيران، وسط تصعيد عسكري وسياسي في الشرق الأوسط.
ويُعد حزب الله، الذي يحظى بدعم واسع من طهران، أحد أبرز الفاعلين في المنطقة، ما يجعل أي ارتباط به أو تواصل مع قياداته محل تدقيق أمني مشدد في الدول الغربية، خاصة مع تصنيفه منظمة إرهابية في بريطانيا منذ عام 2019.
وفي ظل هذه الأوضاع، يبقى التساؤل مطروحًا حول مدى تأثير هذه الواقعة في مستقبل ميلر المهني، وعما إذا كانت السلطات البريطانية ستتخذ إجراءات أخرى بحقه في المستقبل القريب.